ظل الشاعر والأديب والروائي غازي القصيبي ــ رحمه الله ــ بصفته قارئا.. مولعا بالتأريخ والأدب، مفتونا بالسياسة والإدارة، فالتاريخ يشهد على تأثره بأحداث ومعارك وقصص وشخصيات مرت على مدار قرون طويلة، والأدب يشهد على ارتوائه من معين المتنبي وناجي بالدرجة الأولى ثم قائمة طويلة أخرى من الشعراء، وتشهد أعماله الروائية على قراءاته المتنوعة في مجالات حياتية متنوعة متعددة، وارتباطه بحضارات وقيم جمالية ومعرفية مؤثرة، والسياسة تشهد أنه قادر على تصنيف الشخصيات تصنيفا مرتبطا بوعيه السياسي وارتهانا إلى فهمه العملي المرتكز على فهمه العلمي، والإدارة تشهد بأنه أفاد من مقروءاته للنماذج العالمية والاستعانة بالمواقف الإيجابية لقادة وساسة ومديرين على المشترك الدولي العريض، وعلى المستوى العربي والمحلي، على اعتبار أن القصيبي رجل مارس السياسة تنظيرا وتطبيقا، ومارس الإدارة تنظيما وتدقيقا، ومارس الأدب كتابة وتنميقا، ومارس التأريخ تحليلا وتوثيقا،
ولذلك، لن تعجب وأنت تقرأ مزيجا من هذه الموضوعات الكبرى ما بين دفات كتبه السردية والكتابية والشعرية والمسرحية، فهو في حقيقته شخصيات في شخص، ومواقف في موقف، ومبدعون في مبدع، لكنه سياسي واحد وإداري واحد، هذا الصراع بين رجل مواقف ورجل إدارة ورجل مبدأ ورجل أديب يتسم بالشفافية دفعه إلى ممارسة الكتابة الساخرة بعد أن اختار لأهدافه وغاياته شخوصا آخرين في ظل حيائه الذي عرف به وأدبه الجم. فالشخصيات التي حركها القصيبي في مروياته وسردياته تتناغم بدقة مع مستهدفاته وآرائه، وهي تعبر عن مواقفه الثابتة التي يدور حولها بعدا وقربا، فكانت السخرية وتمييع بعض الأحداث وتذويبها في قوالب الشخوص وسيلة كافية لتمرير اختراقاته الحادة للسائد والمتعارف عليه، وتمرده على المألوف، وزحزحته للثابت. فما لم يستطع القصيبي قوله على المشتركين العام والخاص والمستويين الإعلامي والعملي.. استطاع أن يصل بجمل سردية ناء بحملها (الريفي والبدوي والساحلي في أبو شلاخ البرمائي)، و(البروفسور المريض في العصفورية)، و(سلمى العامية المثقفة المتشظية في أكثر من اتجاه)، وغيرها مما يشهد على تحولات في شخصية القصيبي الشاعر الذي انتقل إلى القصيبي الروائي المتحرر من الرقابة اللائذ بتلابيب الكتابة الساخرة التي نجح في بعضها ووقع في بعضها الآخر ضحية نباهة وذكاء مسؤولين وزملاء وأقران اختلفوا معه، حلم عليه بعضهم، وحمل عليه بعضهم الآخر، فأقر بأنه كان الساخر الخاسر.
ولذلك، لن تعجب وأنت تقرأ مزيجا من هذه الموضوعات الكبرى ما بين دفات كتبه السردية والكتابية والشعرية والمسرحية، فهو في حقيقته شخصيات في شخص، ومواقف في موقف، ومبدعون في مبدع، لكنه سياسي واحد وإداري واحد، هذا الصراع بين رجل مواقف ورجل إدارة ورجل مبدأ ورجل أديب يتسم بالشفافية دفعه إلى ممارسة الكتابة الساخرة بعد أن اختار لأهدافه وغاياته شخوصا آخرين في ظل حيائه الذي عرف به وأدبه الجم. فالشخصيات التي حركها القصيبي في مروياته وسردياته تتناغم بدقة مع مستهدفاته وآرائه، وهي تعبر عن مواقفه الثابتة التي يدور حولها بعدا وقربا، فكانت السخرية وتمييع بعض الأحداث وتذويبها في قوالب الشخوص وسيلة كافية لتمرير اختراقاته الحادة للسائد والمتعارف عليه، وتمرده على المألوف، وزحزحته للثابت. فما لم يستطع القصيبي قوله على المشتركين العام والخاص والمستويين الإعلامي والعملي.. استطاع أن يصل بجمل سردية ناء بحملها (الريفي والبدوي والساحلي في أبو شلاخ البرمائي)، و(البروفسور المريض في العصفورية)، و(سلمى العامية المثقفة المتشظية في أكثر من اتجاه)، وغيرها مما يشهد على تحولات في شخصية القصيبي الشاعر الذي انتقل إلى القصيبي الروائي المتحرر من الرقابة اللائذ بتلابيب الكتابة الساخرة التي نجح في بعضها ووقع في بعضها الآخر ضحية نباهة وذكاء مسؤولين وزملاء وأقران اختلفوا معه، حلم عليه بعضهم، وحمل عليه بعضهم الآخر، فأقر بأنه كان الساخر الخاسر.